جحا وحفل الزفاف
كان لجحا جار بخيل أقام وليمة عرس ولم يدع جحا وزوجته اليها، فغضب جحا وزوجته من ذلك وجلسا يفكران في حيلة لحضور تلك الوليمة، خرجت زوجة جحا مسرعة من بيتها ودخلت بيت الجار الذي به الوليمة وخلفها يجري جحا بعصاه، امسك المدعوون بجحا وراحوا يهدئونه وعندئذ اختبأت زوجته بالداخل وجحا يحلف ويتوعد زوجته، وبينما هو كذلك مدت الموائد ووضع عليها الطعام وجلس المدعوون وعزموا علي جحا لمشاركتهم في تناول الطعام، ولم يتردد جحا واسرع بالجلوس مع المدعوين واقبل علي الطعام يلتهمه بشراهة وهو يقول : ما اعجب امرأتي ، لقد عرفت أين تلقي بنفسها .
قال له المدعوون : تسامح يا جحا، واغفر لها خطأها، قال جحا : لو امسكت بها لأدرتها مثل هذا الطبق، وكنت شددتها كما اشد صدر هذه الدجاجة ومزقتها كما امزق هذا الورك، ومضغتها كما امضغ هذا اللحم اللذيذ، قال صاحب الوليمة : كفاك يا جحا وشاركنا فرحتنا ثم طلب من زوجته ان تأتي بزوجة جحا لتشارك النساء الطعام، جلست زوجة جحا تأكل في سرور فلما فرغوا من الطعام، قدمت إليهم زوجة الجار الحلوى والمشروبات، وبعد أن أكل المدعوون وقف جحا وقال : لقد علمنا بهذه الحفلة وتلك الوليمة اللذيذة ولم تدعنا اليها ايها الجار العزيز، قال صاحب الحفل معتذراً : لقد شغلتنا لوازم الحفل عن اعز جيراننا فقصرنا في حقهم، قال جحا : لقد فكرت مع زوجتي طويلاً ولم نجد وسيلة إلا ان نتصنع هذه المشاجرة .
قال صاحب الحفل في ضيق : انا اعلم يا جحا انك رجل صاحب حيلة ولكنني صدقتها، قال جحا : ارجوا أن تبعثوا إلي زوجتي من يخبرها بأنني راضي عنها، وانني اريد الانصراف، وبذلك علمت زوجة جحا بأنه يريد الانصراف،
فخرجت اليه وانصرفا وعليهما أمارات السعادة والفوز .
0 تعليقات:
Publier un commentaire