تحت إشراف الاستاذ رشيد أوغريس

mardi 26 février 2019

الجزيرة النائية -الجزء الثاني -


  • وفي اليوم الموالي خرج فهد واخوه كعادتهما لمساعدة الصيادين في اعمالهم،فشاهدا العجوز يحاول دفع مركبه الى البحر فاسرعا لمساعدته على ذلك فقال فهد :هل نساعدك يا سيدي؟ فاجاب قائلا :بالطبع يا صغيراي،فشكرا لكما.فشرعوا في الدفع حتى اخذ القارب مكانه على الماء.فقال العجوز :هلا ساعدتماني في صيد الاسماك ومقابل ذلك سوف اعطيكما كيسا مليئا باسماك مختلفة الانواع والاشكال والاحجام .قبل فهد العرض على الفور وصعد المركب،لكن سعدا تردد في الصعود فقال فهد: اصعد يا اخي ولا تتردد سوف نحصل على كيس كبير عامر بالاسماك وعندما نعود الى بيتنا سنفاجئ امنا بهذه الاسماك الكثيرة سنأكل منها حتى نشبع فوافق سعد وانضم اليهما وشرع العجوز في التجديف حتى وصل الى وسط البحر فتساءل سعد وقال لماذا اخذتنا بعيدا عن الشاطئ فرد العجوز لان هذه البقعة تكثر فيها الاسماك في هذه الايام فعندما انزل سعد عينيه الى البحر بدأ يشاهد لمعانه وتلألؤه ولم يستطع ان يبعد نظره لحظة واحدة عن البحر اما فهد فكان ينظر الى الشمس ذهبية اللون والسماء الزرقاء الصافية والى الغيوم البيضاء الزاهية وطيور النورس المحلقة بحرية كبيرة وبعد طريق طويل من المناظر الجميلة والمشاهد الخلابة وصلوا الى جزيرة فريبة وبعيدة عن شاطئ البحر يكسوها نخيل شامخ وبه ثمار  تمر ناضج يغطيه بالكامل فقال العجوز هيا اصعدا هذه الجزيرة واستريحا حتى اعود ئوف ارجع باسرع وقت ممكن فقفز فهد من القارب فاتخذ سعد اخاه قدوة فقز هو ايضا الى الجزيرة وغادر خادم الملك الى القرية وبقي الشقيقان وحدهما جالسين فوق اطراف تلك الجزيرة ينتظران عودة العجوز لكنهما سئما وملا الانتظار.

jeudi 14 février 2019

الجزيرة النائية-الجزء الاول-

الجزء الاول

 في قرية صغيرة جميلة بقربها بحر ازرق متلألئ تغمره  قوارب بمختلف الاشكال والالوان يركبها صيادون فقراء جدا يصطادون قوتهم من الاسماك الصغيرةوالكبيرة لكي يسدوا بها الجوع الشديد الذي يقتلهم. وعلى شاطئ البحر الواسع توجد منازل واكواخ صغيرة وقديمة مصنوعة من القش والقصب  الصلب والخشب المهترئ .وفي احد الاكواخ  تعيش ام اسمها ريحانة، كانت في غاية الجمال وجهها مشرق كالشمس الساطعة، و صوتها كالعندليب المغرد،  ولكن الشيءالذي كان يحز في داخل قلبها كلما تنظر الى صورة زوجها تشعر بحزن يملا احساسها فتتذكر اليوم الذي توفى فيه حين غرق به الزورق عندما كان يصيد الاسماك لأن قرشا عملاقا اصطدم بمركبه فانقلب عليه فغرق ومات وترك وراءه زوجة حزينة وطفلين صغيرين فاختارت لهما من الاسماء فهدا وسعدا. كان الاخ الاكبر فهد ذا شعر بني داكن وذا قامة طويلة وسرعة فائقة وعينين خضراوين وكان يتميز بقوته الهائلة .اما سعد كان ذا شعر اسود غامق وذا قامة متوسطة وسرعة بديهة مذهلة وعينين سوداوين وكان يتميز بذكائه المنقطع النظير .كانا يحبان ان يرتديا من الملابس السترات والسراويل القصيرة ومن الاكل السمك الذي تطبخه لهما امهما كل يوم لقد كانت طباخة ماهرة. وفي صباح احد الايام المعتدل جوها،كانت طيور النورس تحلق في السماء فرحة، ونسيم البحر عليل،كل من يستنشقه يذهل من رائحته الزكية.ومن كوخ الام ريحانة خرج سعد واخوه فهد كي يساعدا الصيادين في حمل الاسماك ليحصلا على بعض منها مكافأة على عملهم الشاق وبينما هما يعملان كانت الام ريحانة تراقبهما من بعيد فمر حاكم القرية من امام الكوخ لقد كان رجلا شريرا يعامل اهل القرية بظلم وقسوة شديدة،فأعجب بجمال ريحانة الأخاذ لقد كان شعرها ناعما كالحرير وعيناها زرقاوين كلون البحر،وبشرتها ملساء كالقطن فقرر الحاكم ان يتخذها زوجة له لكنه وجد عائقا كبيرا يمنعه من تنفيذ خطته،وهما الولدان وقال في قرارة نفسه :علي اولا التخلص من الطفلين فاستدعا خادمه العجوز وقال له ضاحكا ضحكة الشرير هيا احضر مركبك واخدع الطفلين واذهب بهما إلى جزيرة بعيدة نائية.فأنا لا اريد ان ارى وجهيهما بعد الآن.

شارك

More